الأحد، 27 مايو 2012

من عوامل تخاذل العرب أمام قضاياهم

ماسبب هذا التخاذل والتبلد الذي أصاب العرب أمام قضاياهم بل أمام أبسط حقوقهم التي تمس بقاءهم وهي الكرامة والنخوة العربية ؟

أقول :هو ليس سبب عزيزي بل أسباب وعوامل شتى منها :

1 ـ اتباع ولي الأمر لسياسة : ( تجفيف المنابع الدينية ) في الكثير من البلدان العربية

2 ـ الغزو الثقافي الهدام عن طريق القنوات الفضائية المغرضة والتي تنشر ثقافة التخاذل والسعي

وراء الملذات والشهوات وكذلك الشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام الأخرى المرئي منها والمسموع

والمقروء في استهداف واضح لايقف عند نظرية المؤامرة أو غيرها بل يتخطى هذا كله في وضوح

3 ـ قلة الوازع الديني وتربية الآباء لأبنائهم على النخوة والشهامة والمطالبة بالحقوق عند سلبها

والجهاد في الحياة لإثبات الذات

4 ـ الخيانة سيدي من بني جلدتنا والتي ساعدت في غرس اليأس والقنوط من

الوصول لتلك الحقوق المسلوبة فأصبحنا نرى أن الأمر أكبر بكثير من قدراتنا على السيطرة عليه

5 ـ التسطيح والتمييع لقضايانا والذي يسأل عنه جهاز الإعلام الرسمي في دولنا العربية والتي تتبناه

النظم الحاكمة وتدعمه وتهيمن عليه أغرق الشعوب العربية مع مرور الوقت في جهالة بحقوقهم

وجهالة في كيف يطالبون بها وعودتهم على الخنوع والقبول بالذل والهوان

6 ـ مهارة أعدائنا وتملكهم لأساليب فعالة في تمييع قضايانا وخلق رأي عام دولي بأننا إرهابيون وأنهم

هم من لهم الحق وليس نحن وذلك من خلال الهيمنة على وسائل الإعلام الدولية وتجنيد العرب الخونة

والذين يقبلون نشر فكرهم الهدام مثل نشر بعض الكتاب لميزات سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني

ومناداتهم بالعلمانية والليبرالية من قبل الآخرين للهاث وراء العدو للسلام المزعوم وربنا عز وجل

أوضح لنا بما لايدعو للشك أنهم ليس قوم سلام على الإطلاق

7 ـ إكمالاً في مسلسل التآمر على الشعوب العربية قام المسئولون عن التعليم في بلداننا بالعبث الماجن

في محتويات مناهجنا ونظمنا التعليمية فخربوها وخربوا بتخريبها المواطن العربي من الجذور

ودسوا لأبنائنا مناهج تعليمية هدامة تعودهم على قبول العدو والمغتصب والتعامل معه بسلاسة بدعوى

السلام المزعوم والتطبيع المهين وتقريب الأديان وغيرها من الخزعبلات

ولو أخرجت لك عزيزي نماذج من تلك المحتويات الهدامة في مناهجنا في مصر على سبيل المثال

لشابت رأسك من هول ماتقرأ وتطلع عليه

8 ـ تغير السمات الشخصية للمواطن العربي مع مرور الزمن نتيجة لكثرة الهزائم والمؤامرات التي

أحيكت ضده والخيانات المتتابعة من بني جلدته والسماوات المفتوحة والعولمة والتقاء الثقافات

بصورة فاضحة أدت إلى تذويب الهوية العربية والإسلامية وخلق جيل مايع خانع تافه ليس لديه نخوة أو

اعتزاز بعروبته أو بإسلامه

9 ـ انشغال ولي الأمر ( الأب والأم والعم والخال ) بالسعي الدؤوب لتحصيل المعايش شغله عن تربية

الأبناء ـ وهي المهمة الأساسية له ـ على الاعتزاز بعروبتهم وإسلامهم والسعي وراء الحصول على

الحقوق المسلوبة من الأعداء

10 ـ ممارسة بعض الأنظمة العربية بل أغلبها لشتى صنوف العذاب والإذلال والملاحقة بأجهزتها

الأمنية والقمعية للأحرار الذين يسعون من خلال الكلمة ونشر الرأي للمطالبة بحقوقهم وخلق رأي عام

حول قضاياهم المصيرية الداخلية منها والخارجية جعل المواطن العادي يعزف عن المشاركة برأيه

خشية التعرض للملاحقو والعذاب من النظام الحاكم

11 ـ لأننا بطبيعة الحال تحكمنا أنظمة دكتاتورية لم تأتي بقوة الصندوق الانتخابي بل جاءت بالتزوير

والقمع والهيمنة على الممارسات السياسية لفرز طغمة فاسدة من التشريعيين في مجالسنا النيابية

من رجال الأعمال والأغنياء والبرجماتيين كل همهم هو استغلال نفوذهم لجني الثروة

أدى لسيطرة رأس المال على الحكم في معظم بلادنا العربية والذي أدى إلى تأخر المناداة بقضايانا

المصيرية وخلق رأي عام للمناداة بضرورة تكاتف الجهود المخلصة للحصول عليها

وذلك لأن ذلك الأمر لايعني هؤلاء الفاسدين من رجال الأعمال والتشريعيين المتسلقين للحكم بالتزوير

واستغلال النفوذ وتبادل المصالح فرأيت مارأيت من تمرير اتفاقيات مشبوهه مع أعدائنا مثل اتفاقية :

( الكويز ) مع العدو الصهيوني التي مررتها مصر من خلال مجلسها التشريعي وغيرها من الاتفاقيات

والتي تعتبر بحق خيانة من تلك المجالس التشريعية في حق شعوبها

كل تلك العوامل الهدامة وغيرها الكثير تكاتفت في إحساس أفراد تلك الشعوب العربية المطحونة لليأس

من الحصول على حل وتلمس درب النور في تلك العتمة المتراكبة :

( ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها )

فأدت إلى ذلك الاستسلام والخنوع في مواجهة أعدائنا والمطالبة بحقوقنا والسعي لنصرة قضايانا

المصيرية الداخلية منها والخارجية

ناهيك عن عدم وجود الإرادة السياسية لدى قادتنا للسعي لنصرة قضايانا والحصول على حقوقنا وذلك

لأنهم في الأساس ليسوا أهلاً للمسئولية

ورسولنا الكريم قال : ( إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة )

وقد أسند الأمر لغير أهله بالفعل

وهانحن ننتظر الساعة لترحمنا جميعاً من استمرارية ذلك الذل والهوان والتردي والضياع الذي تغشانا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق